رغم كل ما يثار من أن هناك دراسات أثبتت تأثير الكولسترول الموجود بالأغذية على دهون الدم إلا أن الجدل العلمي حول هذا الموضوع لم يصل حتى هذه الساعة إلى نتائج مطلقة. ولا شك أن هناك دراسات مكثفة تؤكد أن ارتفاع كولسترول بلازما الدم يعتبر من عوامل الخطورة للإصابة بتصلب الشرايين ولكن الجدل هو حول تأثير تناول الكولسترول في الأغذية على رفع كولسترول الدم. فكثير من الدراسات تؤكد أنه لايمكن أخذ موضوع الكولسترول الغذائي بمعزل عن عوامل أخرى عند الحديث عن تأثيره على كولسترول بلازما الدم عند الإنسان ، ومن هذه العوامل وجود الدهون المشبعة في الأغذية مع الكولسترول والاستعدادات الفردية للأشخاص بل ومستوى دهون الدم. وتشير دراسة حديثة من جامعة واشنطن نشرتها دورية أبحاث التغذية أنه لايوجد من الدراسات إلا القليل حول دور الكولسترول الغذائي منفردا عن تلك العوامل في رفعه لكولسترول الدم. لذا فقد صممت الدراسة باختيار 161 شخصا مرتفعي دهون الدم قسموا إلى مجموعتين. اتبعوا قبل الدراسة برنامج التثقيف الوطني للكولسترول ثم خضعوا لمدة 12 أسبوعا للتجربة. وكان أفراد المجموعة الأولى قد تناولوا خلال مدة التجربة مقدار بيضتين (كمصدر للكولسترول) بصورة يومية أما المجموعة الثانية فإن أفرادها تناولوا بدائل البيض الخالي من الكولسترول (بنفس الكمية). وظهر من التجربة أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من ارتفاع الكولسترول مع دهون الدم قبل التجربة قد أثر عليهم تناولهم للبيض ، إذ زاد ارتفاع الكولسترول في دمائهم في حين أن الأشخاص الذين كانوا يعانون من ارتفاع كولسترول الدم فقط (وكانت دهون الدم عندهم طبيعية) قبل التجربة ، فإنهم لم يتأثروا بتناولهم للبيض خلال مدة التجربة إذ لم يؤثر ذلك على زيادة رفع كولسترول الدم لديهم. بناء على نتائج هذه الدراسة فإن من يعانون من ارتفاع الكولسترول فقط قد لا يتأثرون بالكولسترول الغذائي. وهنا لابد لكل من يعاني من ارتفاع الكولسترول أن يتأكد من دهون دمه الأخرى هل هي مرتفعة أم لا قبل أن يقدم على مالا تحمد عقباه. نشر في مجلة (عالم الغذاء) عدد (4) بتاريخ (اكتوبر 1998 م -- 1419 ه جمادى الأخرة)
0 comments:
Post a Comment